من طرف magdy-f السبت 03 يناير 2015, 3:25 pm
في ذكري استشهاد القديسة الكارزة فيرينا - فتاة الصعيد التي خدمت سويسرا ] الكاتبة الأستاذة / إيفا روماني
عاشت في نهاية القرن الثالث وبدايات القرن الرابع الميلادي بعقلية وشخصية ذكية ومتفتحة, تجاوزت حدود الزمان والمكان والعادات والتقاليد البالية في وسط شعوب أجنبية, فلم تستضعف طبيعتها كفتاة, ولم تستصغر إمكاناتها ومواهبها التي خدمت بها شعوب وقبائل من جميع الأمم في الخارج, فاتجهت الفتاة إلي الخدمة العامة في مجالات اجتماعية عديدة كتنمية الوعي الاجتماعي والتعليم والصحة, واستطاعت الفتاة الصغيرة أن تغير عادات وتقاليد قديمة راسخة في المجتمعات الأجنبية بأخري أكثر نفعا ورقيا. وفي مصر يتم الاحتفال بعيد تدشين كنيستها في يوم 22 فبراير من كل عام حيث بنيت لها بأسقفية الخدمات الاجتماعية والعامة بأرض الأنبا رويس بالقاهرة كنيسة باسم القديسة فيرينا والقديس موريس أخوها, وتوجد بها الرفات التي أحضرها عام 1986 وفد سويسري, وتسلمها قداسة البابا شنودة الثالث بعد غياب 16 قرنا من الزمان وفي الأول من سبتمبر من كل عام تحتفل السلطات والمؤسسات العامة وشعب مدينة تسورتساخ بهذا اليوم ويكون إجازة رسمية للجميع, كما يوجد لها تمثال رائع مقره في سفارة سويسرا بالقاهرة في شارع عبدالخالق ثروت. التمثال منحوت بالحجم الطبيعي وهي ممسكة إبريقا بإحدي يديها وباليد الأخري مشطا, وقد أقيم نفس التمثال في جميع المناطق التي زارتها القديسة في سويسرا ونقشت تحت التمثال عبارة: الفتاة التي علمت سويسرا النظافة وعلمت فتياتها العفة والطهارة. وقد نظمت معارض وحفلات موسيقية متتالية في مدن سويسرا وألمانيا الغربية لعرض حياتها شعرا وتصويرا وموسيقي شارك فيها أشهر الفنانين والعشراء والرسامين مثل الشاعرة سيلجا والتر, والرسامة ماريا هامنز عام 1996, وتذاع برامج أخري في إذاعة سويسرا خاصة بها. كما توجد لها العديد من المزارات التاريخية التي دعت باسمها مثل بئر فيرينا في تسورتساخ بألمانيا, وصخرة فيرينا في سولوتورن ومياه فيرينا في بادان, وقد حفظ جسد القديسة فيرينا في مزار وفوق قبرها بنيت كنيسة في تسورتساخ لاتزال قائمةس, ويبلغ عدد الكنائس التي تحمل اسمها في سويسرا 70 كنيسة, وفي ألمانيا توجد 30 كنيسة أخري.
* السفر إلي سويسرا
تناول (مجلة أغابي - أسقفية الخدمات العامة والاجتماعية - في عددها الصادر في أغسطس 1994) رحلة فيرينا إلي سويسرا بصحبة أفراد الكتيبة حيث اعتاد قادة وكبار ضباط الفرق الرومانية اصطحاب بعض أفراد أسرهم نظرا لطول مدة هذه الحملات التي قد تصل إلي عدة سنوات لمعاونتهم حيث سارت السفن الصغيرة عبر النيل حتي وصلت إلي ميناء الإسكندرية, وطبقا للتنظيم الحربي الروماني استقل الجميع السفن الضخمة المعدة بالمؤن الغذائية والأدوية, واتجهت شمالا حتي استقرت في مقاطعة فاليه جنوب غرب سويسرا. وهناك تقدم الإمبراطور مكسيمان للتبخير مع كهنة المعبد وتقديم العبادة للآلهة. داعيا القائد موريس للتبخير مع الجنود. وعلي أثر ذلك استشهد القديس موريس وحوالي 500 جندي آخرين رفضوا التبخير للأوثان, وتذكارا لهذه الواقعة سميت تلك المقاطعة فيما بعد باسم القديس موريس سان موريس, ومن يزورها الآن يقرأ قصة الكتيبة كاملة, كما يحمل ختم برلمان نفس المقاطعة صورا للقديس فيلكس, أخته ريجولا, القديس أكسيوبرانتيوس وهم يحملون رؤوسهم فوق أيديهم, ولايزال الختم يستخدم حتي الآن. وأقيمت عدة أديرة وكنائس بأسماء هؤلاء الشهداء, ومازال الأوربيون في فرنسا وسويسرا وإيطاليا وألمانيا يحتفلون بعيدهم في 11 سبتمبر الذي يوافق عيد النيروز رأس السنة القبطية.
* مجالات خدمتها في تسورتساخ
اعتكفت فيرينا مع مجموعة من العذاري في كهف صغير ضيق في الحدود بين ألمانيا وسويسرا, وكانت تقوم بتطريز وحياكة الملابس والتمريض سرا, وفي عام 305م انتهي عهد حكم مكسيمان ودقلديانوس وبدأ حكم الإمبراطور قسطنطين الكبير الذي أصدر عام 313م قانون ميلانو الذي يعترف بالمسيحية كدين رسمي مما ساعد علي انتشار تعاليمها, ولاحظت فيرينا أن سكان مدينة تسورتساخ حيث كانت تستقر بها لا يعرفون المبادئ الأولية للعناية بصحتهم ولا يعتنون بنظافة أجسامهم أو الاستحمام, وكانت شعورهم غير نظيفة وغير ممشطة, فظلت تتجول منازلهم وتشارك الأهالي في تنظيف مساكنهم وتنقيتها من الحشرات, وتضمد جراح المرضي وتطهرها من الميكروبات من خلال درايتها الواسعة بالأعشاب. حتي رسخت هذه المبادئ بينهم واعتكفت في قلاية صغيرة لمدة 11 عاما في زهد وتقشف حتي انتقلت عام 344م عن عمر يناهز 64 عاما.
**********
القديسة فيرينا ..... معلمة سويسرا النظافة والطب
هي قديسة صعيدية تنتمى إلى قرية جراجوس بمركز قوص بمحافظة قنا، وكانت ضمن الوفد الطبى الذى ضم ممرضات مصريات كن فى صحبة الكتيبة الطيبية المصرية (نسبة إلى طيبة أى الأقصر)، وكانت هذه الكتيبة بقيادة القديس موريس، بعد إستشهاد أفراد الكتيبة الطيبية ال 6600 تم تسريح الممرضات ولكن لم تعود فيرينا إلى مصر ولكنها ذهبت الى سولوتورن بسويسرا مع مجموعة من العذارى اللائى قدمن معها من مصر، واعتكفت فى كهف ضيق بشمال سويسرا فى مدينة تسورتساخ السويسرية، وفيها لاحظت جهل سكانها بالمبادىء الأساسية للنظافة والقواعد الصحية، فقامت بدور المعلم المتنقل بين أنحاء البلدة وبيوتها، كما أخذت على عاتقها استثمار خبرتها الطبية فى علاج المرضى، كما استخدمت موروثها الفرعونى فى مجالى النظافة والطب حتى إنها نشرت بينهم ثقافة استخدام المشط المزدوج (الفلاية) لتصفيف شعورهم، وقتل حشرات الرأس كما نشرت بين الفتيات السويسريات ثقافة المحافظة على عفتهن،وكانت فيرينا تجيد حياكة الملابس وتطريزها فساعدتها امرأة عجوز كانت تسكن بجوار كهفها على بيع عمل يديها وشراء الطعام ولوازم الحياة لها ولكل العذارى معها، وبدأ الأهالى يتعرفون عليها تدريجيأ وبدأت فيرينا تتعلم لغتهم حتى أجادتها أجادة تامة.
وكانت تخدم سكان المنطقة من خلال معرفتها بالتمريض ودرايتها بفوائد بعض الأعشاب واستخدامها كعقاقير لأمراض كثيرة وعلمتهم النظافة الجسدية بالأغتسال بالماء مصحوبة بصلاة حارة من أجل شفاء جميع الأمراض، وقد توافد عليها بعض القريبين من الكهف الذى تعيش فية ومن خلال صلواتها وايمانها وشفى كثيرين مرضى كانت القبائل الجيرمانية قد اكتسحت هذه المنطقة ولاتزال تعبد الأصنام وتشيد تماثيل متعددة للألهة ولكنهم بعد أن رأوا فيرينا وايمانها بدأوا يتطلعون الى معرفة الهها فعملت هى والعذارى على نشر تعاليم المسيحية فى تلك المنطقة.
وعلم الوالى الروماني بما تفعله فيرينا فاودعها السجن ولكنها خرجت بعد فترة قصيرة.
وتوفت فيرينا فى 1 سبتمبر سنة ٣٤٤م ، عن عمر يناهز ٦٤ عاماً، ويعد هذا اليوم عطلة رسمية تحتفل فيه المؤسسات الرسمية وأفراد الشعب السويسرى بإقامة المعارض والحفلات الموسيقية وزيارة الأماكن , وتعتبر 1/9 عيد رسميا لسويسرا يحتفلون بها فهي من علمتهم النظافة والطب والتمريض.
**************
المــراجع
* فتاة الصعيد الجواني فيرينا
* فتاة الصعيد الجواني المصرية فيرينا ومعناه البذرة أو الثمرة الطيبة.
* عاشت حياة العطاء المستمر لكل من حولها. فمارست مهنة التمريض ومداواة الجرحي.
* ظهرت لها العذراء لتعزيها قبل نياحتها في اليوم الرابع من شهر توت.
* تكونت الكتيبة الطيبية التي رافقتها في رحلتها إلي سويسرا من 6600 ضابط وجندي.
* تعرفت علي القديسة الكارزة فيرينا من السيدة السويسرية mrs.Verena Fullemann عضوة جمعية القديسة فيرينا بسويسرا, جاءت مصر في زيارة خاصة بالبحث في جذور هذه القديسة ومكان نشأتها وأعمالها وخدمتها, وقررت أن تكرر الزيارة مرة أخري في سبتمبر من كل عام بصحبة مجموعة من أعضاء هذه الجمعية لجمع مادة خصبة عن هذه الفتاة, وذلك بالتنسيق مع نيافة الأنبا تادرس أسقف بورسعيد الذي كان له حديث مع أسقف كنيستها في سويسرا.
مهندس/ سمير متري
**********
فيرينا.. المصرية التى علمت سويسرا الطب والنظافة منذ ١٦ قرناً
المصرى اليوم كتب تيسير قوايد ١/ ٥/ ٢٠١٠
[ رسم متخيل لفيرينا]
كنا قد نشرنا فى زاوية «فى مثل هذا اليوم» قصة نشأة «الصليب الأحمر»، وذكرنا أنه فى ٢٤ يونيو ١٨٥٩ اشتبك الجيشان النمساوى والفرنسى فى معركة ضارية شمال النمسا، وبعد ست عشرة ساعة من القتال كانت ساحة القتال تغص بأجساد أربعين ألفاً من القتلى والجرحى، وفى اليوم نفسه وصل مواطن سويسرى يدعى «هنرى دونان» إلى المنطقة فى رحلة عمل. وراعه رؤية آلاف الجنود من الجيشين وقد تُركوا يُعانون بسبب ندرة الخدمات الطبية الملائمة، فوجه نداء إلى السكان المحليين طالباً منهم مساعدته على رعاية الجرحى من كلا الجانبين.
وعند عودته إلى سويسرا، دعا إلى تشكيل جمعيات إغاثة فى وقت السلم والحرب، وفى (١ فبراير عام ١٨٦٣) شُكلت النواة الأولى للجنة باسم «جمعية جنيف للمنفعة العامة» فى شكل لجنة من ٥ أعضاء لبحث إمكانية تطبيق أفكار «دونان»، التى تم تأسيس الصليب الأحمر على هديها.
وبمجرد أن نشرنا هذا الموضوع تلقينا رسالة من المهندس سمير مترى جيد والذى أكد أن فكرة العمل الطبى الخيرى، مصر رائدة فيه منذ العصر الرومانى، مستشهداً بدراسة جامعية للدكتور محمد عبدالشافى محمد محمود المغربى.. الأستاذ بكلية الآداب بقنا جامعة جنوب الوادى، وفى هذه الدراسة أكد أنه فى عصر الدولة البيزنطية شهدت قنا تقدماً علمياً كبيراً فى مجال الطب،
ويشير كثير من المصادر إلى مهارة المرأة المصرية فى العصر البيزنطى فى تركيب العقاقير المستخرجة من الأعشاب الطبية، ومن أبرز النساء الماهرات فى ذلك الزمن وهذه المهنة كانت فيرينا، التى حظيت بأوسع شهرة وأطيب سيرة، وقد رفعها الجميع فى عصرها، بسبب عملها الإنسانى الرائع، إلى مرتبة القديسين. وفيرينا هذه نشأت فى قرية جراجوس بمركز قوص فى قنا، حيث كان تعليم الطب فى ذلك الوقت رسالة ودورا يتم تسليم رايتها من جيل إلى جيل لتأدية رسالة الطب والتطبيب والقيام به.
كانت فيرينا ضمن وفد من الأطباء والممرضات المصريات اللاتى صحبن الكتيبة الطبية، التى أرسلت بأمر من الإمبراطور ماكسيمان إمبراطور الغرب على عهد الإمبراطور دقلديانوس إلى أوروبا (فى المكان الذى تمثله اليوم حدود فرنسا وسويسرا وبلجيكا) للقيام بالأعمال الطبية، وكان الإمبراطور ماكسيمان، أباد هذه الكتيبة، لرفضها مشاركته التبخير على كهنة المعبد وتقديم العبادة للآلهة، وقام بتسريح الممرضات، وفضلت القديسة فيرينا البقاء مع مجموعة من العذارى فى كهف صغير، وكانت تقوم بأعمال التمريض وحياكة الملابس سراً.
وفى ٣٠٥م انتهى حكم ماكسيمان دقلديانوس وحكم قسطنطين الكبير الذى اعترف بالمسيحية كواحدة من الديانات المصرح بممارستها فى الإمبراطورية الرومانية، وذلك فى مرسوم ميلان الشهير ٣١٣م حيث انطلقت فيرينا تقوم بأعمال التبشير بالمسيحية، ولاحظت أن سكان مدينة تسورتساخ السويسرية لا يعرفون المبادئ الأولية للعناية بصحتهم، ولا يعتنون بنظافة أجسامهم، فظلت تعلمهم مبادئ الصحة العامة وتعالجهم من خلال خبرتها الواسعة فى مجال الأعشاب حتى رسخت هذه المفاهيم بينهم كما قامت بعملية تنمية الوعى الاجتماعى والتعليم والصحة.
واستطاعت هذه الفتاة المصرية التى نشأت بإقليم قنا أن تغير عادات وتقاليد قديمة فى مجتمعات أوروبا الوسطى التى كانت تعيش فى الجهل والظلام حتى رسخت هذه المبادئ بينهم واعتكفت فى قلاية صغيرة فى زهد وتقشف حتى توفيت عام ٣٤٤م. وتعتبر فيرينا أول من علّم أهالى المنطقة السويسرية وأُطلق اسمها على إحدى كنائس سولير السويسرية، ولاتزال هذه الكنيسة قائمة إلى اليوم، ويبلغ عدد الكنائس التى تحمل اسمها فى سويسرا سبعين كنيسة..
وفى الأول من سبتمبر من كل عام يُحتفل بعيد هذه الفتاة كما أن سفارة سويسرا بالقاهرة أقامت تمثالاً لها منحوتا بالحجم الطبيعى وفى مصر بنيت لها كنيسة بالقاهرة باسم القديسة فيرينا ووضع بها الرفات الذى أحضره وفد سويسرى سنة ١٩٨٦، وتسلمها قداسة البابا شنودة الثالث، بعد غياب ١٦ قرناً من الزمان.
سويسرا تحتفل بالقديسة المصرية القبطية فيرينا